فرنسا تطلق حواراً عاماً بشأن قضية القتل الرحيم المثيرة للجدل
فرنسا تطلق حواراً عاماً بشأن قضية القتل الرحيم المثيرة للجدل
أطلقت فرنسا، حوارا عاما بشأن قضية القتل الرحيم الحساسة، بعدما أعطت رئيسة الوزراء الفرنسية إليزابيث بورن، إشارة البدء يوم الجمعة، لمؤتمر للمواطنين للتعامل مع القضية حتى نهاية مارس.
ومن المقرر أن يقدم المشاركون في المؤتمر توصيات لقرار لاحق يتخذه البرلمان بنهاية العام المقبل، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الألمانية.
وقالت بورن: "لا توجد قضية أكثر حساسية وخطورة من القضية الموكلة إليكم.. ولا يمكن تجاهل محنة أولئك الذين يطلبون مساعدة فعالة في نهاية حياتهم".
وتحظر فرنسا القتل الرحيم الفعال، الذي يعني إعطاء شخص عقارا مميتا، بينما تسمح بالقتل الرحيم السلبي الذي يعني وقف الأجهزة وكذلك القتل الرحيم غير المباشر، الذي يعني إعطاء دواء قوي لتخفيف الألم، ولكن له أثر جانبي يسرع الوفاة.
وشهدت فرنسا خلال الأشهر الماضية، حالة من الجدل بسبب دعوات تقنين القتل الرحيم، والتي قابلها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بوعد بفتح نقاش وطني حول هذه الخطوة.
وبحسب تقرير نشرته شبكة “إيه بي سي” الأمريكية، يقدم كثير من المرضى الفرنسيين على السفر لدول أوروبية أخرى لإنهاء حياتهم بمساعدة طبية، حيث ينص قانون فرنسي صدر عام 2016 على أنه يمكن للأطباء إبقاء المرضى الميؤوس من شفائهم مخدرين قبل الموت، لكنهم لا يسمحون بالمساعدة على الانتحار.
وقال ماكرون في وقت سابق إن لجنة من المواطنين ستعمل على هذه القضية بالتنسيق مع العاملين في مجال الرعاية الصحية خلال الأشهر المقبلة، بينما تُنظم نقاشات محلية في مناطق فرنسية، وأضاف أن الحكومة تخطط لإجراء مناقشات موازية مع نواب من جميع الأحزاب السياسية للتوصل إلى أوسع توافق، بهدف تنفيذ التغييرات في العام المقبل.
يسافر بعض المرضى الفرنسيين إلى دول أوروبية أخرى للبحث عن المزيد من خيارات نهاية الحياة، وأثناء حملته الانتخابية من أجل إعادة انتخابه بنجاح هذا العام، وعد ماكرون بفتح النقاش في فرنسا، ما يشير إلى أنه يؤيد شخصيا إضفاء الشرعية على الانتحار بمساعدة الطبيب.
أظهرت استطلاعات الرأي الفرنسية في السنوات الأخيرة بثبات أن الغالبية العظمى من الناس يؤيدون تقنين القتل الرحيم، ويسمح القانون الحالي للمرضى بطلب "تخدير عميق ومستمر يغير وعيهم حتى الموت"، ولكن فقط عندما يحتمل أن تؤدي حالتهم إلى الموت السريع.
ويسمح للأطباء بالتوقف عن العلاجات التي تحافظ على الحياة، بما في ذلك الترطيب والتغذية الاصطناعية، كما يسمح بالتخدير والمسكنات "حتى لو كانت تقصر من عمر الشخص".